الأربعاء، 24 مايو 2017

الديانات التقليدية في غرب إفريقيا


غرب إفريقيا.. تلك المساحة التي تضم ست عشرة دولة، والتي شهدت على مرّ التاريخ ازدهاراً لممالك عديدة، وثنية وإسلامية ونصرانية. وقد عُرفت هذه المناطق وانتقلت ثقافاتها لتنتشر على مستوى العالم القديم والحديث؛ بسبب الهجرات المطردة، والرحلات التعسفية لتجارة الرقيق التي كان الغرب الإفريقي فيها مضماراً لسباق محموم بين تجار النخاسة البيض في كل من أوروبا والأمريكتين الشمالية والجنوبية، كما يبين ذلك التاريخ المرير لتلك الجرائم التي ارتكبت في حق الأفارقة في تلك المحقب.

وقد اصطحب السود المجلوبون من غرب إفريقيا إلى أمريكا الشمالية والجنوبية والدومنيكان وجزر البحر الكاريبي قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم؛ إسلاميةً كانت (كأفراد قبائل المندنكا المسلمة)، أو وثنية (كأفراد قبائل السواحل الغانية ومملكة داهومي)، وشكلت تلك القيم والمعتقدات والأفكار عقول كثير من الأجيال السوداء التي استوطنت فيما بعد في تلك المناطق.

والغرب الإفريقي منطقة غنية بالديانات والعقائد المختلفة في مظاهرها والمتشابهة أحياناً في جذورها وأصولها، كما تتسم الأعراق بسلطة قبلية فائقة نادراً ما ينعتق الفرد من ربقتها وما تستلزمه من أعراف ومعتقدات معينة. كما يتسم الفرد في القبيلة ببساطة شديدة كمردود طبيعي لنسبة الأمية العالية، وصعوبة التعليم النظامي، وقلة موارد الدعم الحكومي والدولي له، ثم كان لكثافة الدغل الإفريقي وصعوبة التغلغل الجغرافي أثر بالغ في انحسار التبشير بديانات ذات وحي منزل بين أفراد تلك المناطق.

مجلة قراءات إفريقية - العدد الثالث - ذو الحجة 1429هـ/ ديسمبر 2008م


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/world_muslims/0/67497/#ixzz4hxv7VN8b

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام