الثلاثاء، 27 فبراير 2018

في العودة حكاوي - بقلم علي ياسين


في العودة حكاوي

صحوت من نومي عند السابعة وبعد افطار سريع وصلاة صبح اسرع لبست ملابسي سريعاً ايضاً واتجهت بتاكسي إلي النادي خاصتي نادي سموحة فاليوم جمعة ولدينا مبارة شطرنج في الدوري مع نادي سكر الحوامدية وفي المكان المخصص للتجمع وجدت عربة السفر الفخمة تنتظر فريقنا وانا كالعادة اول من حضر فجلست إلي كافيه داخل النادي الضخم اشرب قهوة مانو وفي نصف ساعة تجمع الفريق وهم شباب اكبرهم عند الثلاثين واصغرهم شبل بعمر 12 عام
وتحركت العربة بنا في الطريق الصحراوي وكل منا يدرس في الهاتف ماذا سيفعل مع خصمه ويراجع تفريعاته فالهواتف بها مخ شطرنج (انجن) وتوقفنا لصلاة الجمعة وتركنا في العربة شادي وحده فهو مسيحي ولم ننس ان نداعبه وهو شاب بطعم السكر طالت الصلاة وربما اقتربت من ساعة والمفروض ان تكون الخطبة قصيرة علي طرق السفر واكملنا طريقنا بحثاً عن غداء ووجدنا مطعم يبيع كباب وكفته فسمينا الله ودخلنا وكانت المفاجئة فاللحوم اطعم مما يتخيل احد تشبه اللحوم التي اكلتها في الستينات وخالية تماماً من هرمونات وقرف لحوم هذه الايام وبعد معاناة عرفنا بوابة دخول النادي فللنادي ربما خمسة ابواب 
وبدأت المبارة وهزمناهم خمسة لثلاثة وعند السابعة تحركنا للعودة
وفي اول الطريق الصحراوي من جهة القاهرة تناولنا عشائنا من مطعم مكدونالد ثم واصلنا السفر وقد تعمدت الجلوس خلف السائق ورفعت ستارة الشباك برفق ارقب النجوم ففي الصحراء تبدو النجوم اكثر وضوحاً من المدن بكثير
وانشغل الشباب بلعب لعبة العواصم حيث تأخذ الحرف الاخير من العاصمة لتقول اسم عاصمة اخري وهكذا 
بينما انا مبهور بنجمات السماء من خلف زجاج الشباك وهاهي ملايين النجمات تبدو في شريط في منتصف السماء
انها مجرتنا فيما نسميه الطريق اللبني وهي تحوي ربعمائة مليار نجمة منهم شمسنا
وبدأت اهتم بما هو اكثر اثارة الكوكبات او تجمعات النجوم بشكل معين ولفت نظري كوكبة ذات الكرسي التي لا اراها في المدينة وبدأت تحادثني وتحكي لي فقالت تاه في الصحراء اربعة رجلان وامرأتان وتعرضوا لجوع مهلك فأما الاول فقد اكل حبيبته وهي متيقظة اما الثاني فأغمي علي حبيبته وهي تحتضر فأمسك بسكين وقطع قطعة كبيرة من فخذه وشواها لها وانقذها من موت فوري وبعد عدة ايام لحق بهما الرجل المسروع وقتلهما واكلهما ولم يمر شهر ومات الاربعة كل علي خلقه واخلاقه 
نظرت للكوكبة من جديد فوجدت النجمات قد شكلت كرسي ليجلس عليه الحبيب فاقد الفخذ وينظر اليهما من بعيد النجم الشرير ويفصلهما عنه مسافات بعيدة ويسعي ان يلتهمهما من جديد ذات يوم 
ادخلت رأسي للعربة بعد ان نزعت الستارة لانظر ماذا يفعل الشباب انهم يلعبون لعبة الافلام الشهيرة والجميلة في السفر فأشتركت معهم ثم اخذني الحنين للسماء فعدت من جديد اغطي رأس بالستارة وابحث حتي رأيت الكوكب الاصفر زحل واضحاً تماماً ولكنني بالطبع لن اري الطوق الذي يحيط به فهذا يحتاج لتلسكوب فهو كوكب يلعب الهيلاهوب
فكلمته وقلت لي احكي لي عنك يا اجمل الكواكب فقال :
خرجت الساحرة الشريرة نتالي من قبوها والشرر يتطاير من عينيها فهي لم تتناول طعام من شهر وطعامها رعد وبرق 
فمن الذي جعل السماء صافية كل هذه المدة الطويلة 
نظرت للسماء فوجدت النجمات تنظر ضاحكة إلي جهة الشرق فطارت في هذه الاتجاه بشمسيتها السحرية السوداء وفي ثلاثة ايام كانت هناك فوق القصر حيث الاميرة الصبية تلعب الهيلاهوب بطوقها الذهبي داخل حديقة قصرها 
ودخلت الاميرة القصر ربما لتتناول طعامها فسممت الساحرة الطوق الذهبي ولما عادت الاميرة صعقها فماتت علي الفور
وهنا حزنت النجمات كل الحزن وتجمعت نجمات الثريا السبع وقررت ان تتبرع كل منهن بجزء ليصنعوا كوكباً ذهبي يخلد الاميرة دينا ثم امرن المذنبات ملوك الثلج ليصنعوا حوله الطوق ليلعب الكوكب الهيلاهوب كما كانت تفعل الاميرة 
ادخلت رأسي من جديد وطلبت من الشباب الثلاثة الذين خسروا ان يروني مبارتهم من الهاتف وقد قالوا نهم انهزموا رغم تفكيرهم الجيد فقلت لهم الشطرنج يحتاج لما هو اكثر يحتاج الخيال يحتاج للروح التي تعانق النجمات



بقلم
علي ياسين

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام