قد يتفق معي قراء المقالين السابقين بأن (جدة) كمدينة، تظل مجرد اسم معلق في فضاء قصيدة حمزة شحاته، ولا يحمل وجود الاسم أي حضور تاريخي أو مكاني لجدة، وأن (جدة) في القصيدة إنما كانت جسرا أراد الشاعر منه أن يقوم بإيصال رسالة معينة تعبر عن حالة خاصة، وعن موقف فكري وأخلاقي و قناعة فلسفية ربما تكون مبنية على تجربة شخصية تجاه الإنسان عامة والمرأة على وجه الخصوص، وحتى تجاه الشاعر نفسه كما يراه هو. وهي فلسفة وقناعة لدى حمزة شحاته ليست مقصورة على هذه القصيدة بل هي ثيمة تتكرر في مثل هذه الموضوعات في قصائده وكتاباته النثرية بشكل واضح، وهي ثيمة الخيانة وغياب الوفاء في العلاقات الإنسانية عامة.
ولعله من المناسب أن ننظر على سبيل المقارنة السريعة والمحدودة بمساحة المقال في قصيدة أخرى عن مدينة جدة هي قصيدة (جدة غير) للشاعر طلال حمزة، (من الصدف ان يجتمع الشاعران في اسم حمزة)، والقصيدة تعد أشهر قصيدة عن مدينة جدة باللهجة المحلية، ولا تقل شهرتها وشيوعها عن قصيدة حمزة شحاتة المكتوبة باللغة الفصحى، ولشهرتها أصبح اسمها (جدة غير) مثلا سائرا وقولا شائعا على ألسنة الناس بمختلف طبقاتهم الثقافية، وفئاتهم الاجتماعية، كذلك أصبح شعارا دائما للترويج لمهرجان صيف جدة، بل وظهرت روايتان توظفان هذا الشعار هما: (غير وغير)، و(بنات جدة غير)
تبدأ القصيدة هكذا:-
ايه أحب القاهرة، بيروت
كازا
بس جدة ياخي غير
جدة ياخي ذكريات
------------------
يكفي جدة
إنها شمس المدائن
وانها أحلى البنات
-------------------
جدة فيها سحر بابل
واختصار الناس
في باب مكة او في قابل
------------------
ما صعيب الا سهلها
وأحلى ما فيها أهلها
واذا قارنا قصيدة طلال بقصيدة شحاتة نجد أن الأولى هي قصيدة احتفاء وابتهاج وتعبير عن حب لمدينة جدة على النقيض من قصيدة شحاتة.
يقول طلال:
يكفي جدة انها شمس المدائن
وكذلك الإشارة للمكان هنا معلنة ومباشرة لمنطقة باب مكة، وشارع
قابل، وبدلا من هجاء الشخصيات عند شحاتة، نجد هنا صورة ايجابية لأهل جدة في قصيدة: جدة غير:-
وأحلى مافيها أهلها
واذا كانت جدة عند شحاتة صورت كفتاة خائنة لا تحفظ ودا ولا عهدا، فهي في قصيدة طلال تصبح أحلى البنات.
إن قصيدة طلال حمزة تقوم على توظيف مخزون فني بالغ الثراء، في بعده اللغوي والتراثي خاصة، مما يجعلها من أشهر وأجمل قصائدنا الشعبية على الاطلاق غير أن هدف هذا المقال هو الاستشهاد على صحة ما افترضناه في المقالين السابقين من أن قصيدة حمزة شحاتة تتوجه الى غرض أبعد من أن نختصره في ظاهر عنوانها.
ولعله من المناسب أن ننظر على سبيل المقارنة السريعة والمحدودة بمساحة المقال في قصيدة أخرى عن مدينة جدة هي قصيدة (جدة غير) للشاعر طلال حمزة، (من الصدف ان يجتمع الشاعران في اسم حمزة)، والقصيدة تعد أشهر قصيدة عن مدينة جدة باللهجة المحلية، ولا تقل شهرتها وشيوعها عن قصيدة حمزة شحاتة المكتوبة باللغة الفصحى، ولشهرتها أصبح اسمها (جدة غير) مثلا سائرا وقولا شائعا على ألسنة الناس بمختلف طبقاتهم الثقافية، وفئاتهم الاجتماعية، كذلك أصبح شعارا دائما للترويج لمهرجان صيف جدة، بل وظهرت روايتان توظفان هذا الشعار هما: (غير وغير)، و(بنات جدة غير)
تبدأ القصيدة هكذا:-
ايه أحب القاهرة، بيروت
كازا
بس جدة ياخي غير
جدة ياخي ذكريات
------------------
يكفي جدة
إنها شمس المدائن
وانها أحلى البنات
-------------------
جدة فيها سحر بابل
واختصار الناس
في باب مكة او في قابل
------------------
ما صعيب الا سهلها
وأحلى ما فيها أهلها
واذا قارنا قصيدة طلال بقصيدة شحاتة نجد أن الأولى هي قصيدة احتفاء وابتهاج وتعبير عن حب لمدينة جدة على النقيض من قصيدة شحاتة.
يقول طلال:
يكفي جدة انها شمس المدائن
وكذلك الإشارة للمكان هنا معلنة ومباشرة لمنطقة باب مكة، وشارع
وأحلى مافيها أهلها
واذا كانت جدة عند شحاتة صورت كفتاة خائنة لا تحفظ ودا ولا عهدا، فهي في قصيدة طلال تصبح أحلى البنات.
إن قصيدة طلال حمزة تقوم على توظيف مخزون فني بالغ الثراء، في بعده اللغوي والتراثي خاصة، مما يجعلها من أشهر وأجمل قصائدنا الشعبية على الاطلاق غير أن هدف هذا المقال هو الاستشهاد على صحة ما افترضناه في المقالين السابقين من أن قصيدة حمزة شحاتة تتوجه الى غرض أبعد من أن نختصره في ظاهر عنوانها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق