الخميس، 4 مايو 2017

45 - جذور ثقافية "سيرة ذاتية" يكتبها: يحيى محمد سمونة

45 - جذور ثقافية "سيرة ذاتية"
يكتبها: يحيى محمد سمونة
في أدبياتنا، و في تراثنا العربي ثمة من يقول: [روي عن فلان أنه قال: ... كذا ] 
فأي مقالة أو رواية من هذا القبيل فإنها في التحقيق العلمي مرفوضة و لا يؤخذ و لا يعتد بها في أمور تخص بناء و إنشاء العلاقات عند الأفراد، و قد علق علماء الأصول على مقالات من هذا القبيل بقولهم: تلك رواية بصيغة التمريض [أي لا يعرف على وجه الدقة و التحقيق من نقل هذه الرواية عن قائلها فهي إذن رواية ممروضة ، أي لا يعتد بها و لا تقوم به
ا حجة و لا يعول عليها في شيء]
و لقد رأيتني و أنا أثقف نفسي في مقتبل الشباب [1970 و ما تلاها] أمر بروايات من شاكلة تلك الروايات فأعرض عنها و أربأ بنفسي عن الأخذ بها أو أن أبرمج لحياتي على أساس منها،إذ كم من رواية من مثلها تشعرك أنك أمام حبل من الأكاذيب و الافتراءات التي لا يجود بها منطق عقلي سوي وسليم
لكنه مع دخول هذه الأمة عصر العولمة [تضاربت الآراء كثيرا حول مفهوم هذه الكلمة ـ العولمة ـ و الذي أراه أنها كلمة مولدة و ترجمتها إلى العربية لا تعبر عن حقيقتها!! غير أنها تعني أن الرأي الوحيد الأوحد في تنظيم شؤون الإنسان و الذي يجب أن تخضع و تذل له شعوب الأرض قاطبة إنما هو رأي دولة القوة فحسب ! أي ليس لدولة القانون و لا لدولة الدين و لا لدولة المجتمع المدني رأيا في تنظيم شؤون الإنسان بل هي فلسفة القوة و حسب!]
إنه مع دخول هذه الأمة عصر العولمة بدأ ينشط أصحاب المقالات الممروضة التي لا تدرك نسبتها حقيقة إلى قائلها .. بدأ يجود أولئك علينا بروايات تجعل المتتبع لها يصل إلى حافة الهاوية و هو معصوب العينين !
و الذي يزيد الأمر سوءا أن بعضا ممن ينسب إلى طليعة واعية مثقفة متنورة تجده يتشبث بتلك الروايات ـ التراثي منها و المعاصر ـ و ينافح عنها و يجابه و يواجه المجتمع بها و كأنها عنوان أصالة و عراقة و مجد ! و هو لا يدري أنه بذلك يكرس لمجتمع متخلف ضعيف متشكك بجذوره و أصالته و وجوده !
إن منافحة المثقف من هذه الأمة عن مثل تلك الروايات يعني أنه شريك متضامن مع أعداء هذه الأمة الذين لا يرومون لها إلا أن تبقى تبعا لدولة القوة حيث القطب الوحيد المتفرد و المتخصص بكسر و تهشيم الأذرع
و لقد رأيتني إذ أسطر علاقاتي أتجنب أن أكرس لمجتمع العولمة و فلسفتة المنتنة التي تسعى إلى قهر و إذلال أمتنا ـ أمة العرب ـ بشتى الوسائل
ـ يحيى محمد سمونة.حلب ـ


ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام