الاثنين، 4 يوليو 2016

قصة قصيرة العجوز .. والقمر- ( بقلمي : مصطفى العيادي )

قصة قصيرة 
العجوز .. والقمر

يحكى أن .. عجوزا ..
اعتاد أن يأتي كل مساء .. من ليالي الصيف الجميلة .. ينتظر حبيبته .. على كرسي قريب من شاطئ البحر .. ثم يعود آخر المساء إلى منزله القريب ويقول :
- هتيجي بكره أكيد .. هيه قالتلي كده .. !!
تعود في كل مرة أن يسير على الشاطئ مستندا إلى عكازه .. ثم يعود ليجلس على كرسيه ليرتاح .. فتنتابه غفوة ينام على إثرها متأثرا بنسيم البحر العليل ..
وفي ليلة مقمرة .. وجد من يوقظة من غفوته .. ليجدها أمامه .. !!
وقف سريعا وقد زالت عنه آﻻم أقدامه وعظامه .. واعتراه النشاط والحيوية .. فمسك يدها بيده .. وجذبها نحو الشاطئ .. 
أخذا يسيران معا .. وقد أحاطته بيدها اليمنى .. وأحاط جيدها بيده اليسرى .. وسط سعادة غمرتهما .. وأمواج للبحر تداعبهما وتغمر أقدامهما .. وسرطانات تحرسهما .. 
- حبيبي .. وحشتني .. !! - حبيبتي .. روحي .. ﻻ تتركيني .. !! .. وهو ينظر إليها في شغف وحب شديد .. 
انتبه فجأة بوجود غريب .. دخيل عليهما .. !! .. يرافقهما .. ويتابعهما دائما .. فأراد أن يهرب منه .. بعد أن رآها تبتسم .. ويبتسم لها .. فنهشت الغيرة قلبه الضعيف .. !!
فضل أن يعود إلى كرسيه ليجلسا عليه .. بعيدا عن عيون هذا الغريم الدخيل .. !!
جلسا سويا متجاوران .. فتﻻقت عيونهما .. لتبث كل منهما ما عجز الكﻻم عنه .. فاستندت برأسها على كتفه .. فسمعا نبضيهما .. وأحسا بدفء أجسادهما .. ولفحات من نسيم البحر تلفهما وتمسح برذاذ الماء على وجنتيهما .. فكانت كفيلة بأن تغفو عيناه غفوتهما .. ليصحو سريعا .. فيجد أن حبيبته قد اختفت .. فوقف سريعا يبحث عن غريمه .. فلم يجده ..
فتسقط دمعة من عينيه تأخذ مساراتها بين تجاعيد وجنتيه .. وقد كسى وجهه الحزن .. بعد أن شعر بأنه قد فقد أمله الكبير .. الذي سرقه منه .. القمر .. !!

( بقلمي : مصطفى العيادي )

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام