( نهر وناي )
_______
كان يجلس على ضفة النهر
حانياً ركبتيه إلى صدره
الناي تتشبث بشفتيه بشغف
ترسم لوحتها من خرير مياه
ولهو سنونو ...
السماء تسدل الستارة
فوق جسد متفسخ
يراقبها من تحت دثاره الشفاف
ربما كان يتربص قدومها
مع جريان مياه النهر
وربما كان يحلم بلحن الخلود
على الضفة المتهالكة
ترقص الناي كما أنثى
في زفة شامية ...
صدره يضيق مع كل صدى
تلك الرابية الصغيرة
ترجو أن يزورها النهر ذات صبح
تطل برأسها الحاني على حاله
شوق يطل من بين ثنايا مياه
يحمل رسالة حمقى
أيها النهر كم مر عليك طيف عشاق
كم اغتسلت بمياهك
أجساد من ذنوب
كم من الأطفال عبثوا بك
وأنت تبتسم ...
لم تكن يوماً متحجر القلب
كما أنت هذا المساء
يا أيها النهر ألم تبكي ذات يوم
عندما هجرتك المياه
فأنت تدري معنى الهجر
أيها النهر ...
هذي الناي هديتي إليك
فكن حنوناً عليها
كما تحن الأم على طفلها الرضيع
لاتدعها تبرح شفتيك
أيها النهر لا تنسى
كم جلست على ضفافك العذراء
أشاح بوجهه وظهره
خطواته كانت تدق أبواب السماء
يومها انحنى النهر وبكى ...
________
وليد.ع.العايش
8 / 7 / 2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق