الأحد، 11 مارس 2018

لغتنا هويتنا - جمال الدين خنفري/ الجزائر

لغتنا هويتنا
قوله تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " سورة الروم/ الآية ( 22 )
نحن لا نكن العداء لأية لغة في العالم، بل يسعدنا أن نأخذ بأسباب تعلمها، ونحظى باحتوائها، وهذا سعيا لخدمة لغتنا من خلالها، بما يستجد من تطورات في مختلف جوانب العلوم و المعارف و مواكبة روح العصر الذي نعيشه. 
وفي هذا المعنى، جاء قول الأولين في الأثر: " من تعلم لغة قوم أمن شرهم ". هو نتاج وعي بأهميتها في بناء العلاقات بين الشعوب و الاحتكاك بين الأمم و حثنا على ضرورة تكريس تعلمها، حتى نقف على بينة مما يحاك ضدنا من دسائس، وناشدنا بالتحصن بالحذر و اليقظة، من فاعلية دورها في استلاب عقولنا. 
لكن يكون عداؤنا، للغة التي تحاول بإصرارها، أن تبسط جناح هيمنتها على حياتنا، و تسعى بفرض حضورها في سائر مجالات حياتنا الخاصة و العامة، و الغاية في كل ذلك الذهاب إلى إلغاء هويتنا و طمس كياننا. 
فنحن من هذا المنطلق، لا يمكننا أن نقف أمامها مكتوفي الأيدي، فلابد من أخذ العدة، و نتهيأ لمواجهتها، فنستعديها و نحاربها، بكل ما أوتينا من قوة، و رباط الخيل، و نقول: أمة بلا لغة، أمة بلا هوية.
و الذي يتفاخر بلغة غيره، و يفتتن بها، على حساب لغته، هو في واقع الحال، ضعيف و ذليل و مهزوم، لا أمل فيه، حتى الموت ينبذه نبذ النواة. 
جمال الدين خنفري/ الجزائر

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام