وكانت بمثابة مذبحة تعرضت لها طائرات الهليكوبتر
.. رغم أن ثمة ضربات أخرى
كانت حاسمة في معركة أكتوبر وقاصمة ضد العدو؛ ولم تكن تقل أبداً عن ضربة (مبارك)؛ بل
ربما تفوقت عليها وزادت من جدواها وقيمتها.
.. وقد عبر عن ذلك اللواء طيار (محمد زكي عكاشه) أحد طياري حرب أكتوبر (6) حيت
قال:( ورغم أهمية الضربة الجوية؛ إلا أنها ليست "حرب أكتوبر"؛ ولا تمثل
كل أبعاد الأداء العسكري الذي تم بذله؛ وخوض غماره؛ فالحرب شملت كافة جهود الأسلحة
المشتركة؛ لكن الإعلام –رغم هذه الحقيقة- لازال
يزعم –وفي إصرار- أن الضربة الجوية هى الحرب؛ بل وتُمثِل مفتاح النصر؛ وبالطبع كان
ذلك نوعاً من التضليل؛ ومحاولة لإختزال الحرب في الضربة الجوية فحسب؛ والتي كان لابد
من حدوثها والقيام بها لتمهيد الطريق لعبور قواتنا. ورغم هذا فإن ثمة أخطاء فادحة إرتكبها
"مبارك" في أداء الضربة الجوية الثانية؛ بعد القيام بالضربة الجوية الأولى..
حيث كان من المفترض –حسب التحليل العسكري- إسقاط قوات صاعقة خلف خطوط العدو -وبالتحديد
عند الساعة الرابعة والنصف عصراً- لمهاجمة القوات الإسرائيلية القادمة لمهاجمة قوات
العبور؛ فخرجت الطائرات الهليكوبتر التي تنقل الصاعقة؛ دون حماية جوية من المقاتلات..
فحدثت مذبحة فقدنا خلالها عدداً كبيراً من الطائرات؛ و(مبارك) كان صاحب هذا القرار
الخاطئ بكل المقاييس؛ فأي طائرات تحمل جنوداً؛ فمن الطبيعي أن تكون معها حماية؛ وأي
خريج طيران حديث؛ يعرف ذلك جيداً.
.. لقد كان من المفترض أن تخرج المقاتلات والقاذفات لضرب نفس الأهداف مرة أخرى؛
وتخرج في حمايتها "الهليكوبتر"؛ ولكن لأن الضربة الأولى حققت أهدافها؛ تم
إلغاء خروج المقاتلات؛ وإضطرت "الهليكوبتر" أن تخرُج دون حماية..)!!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق