الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

إلىَ طبيبة ٍ مغرورة ْ ( جمال الشرقاوي ) قصيدة \ إلىَ طبيبةٍ مغرورة ْ \ من قصائد الشاعر \ جمال الشرقاوي \

إلىَ طبيبة ٍ مغرورة ْ 

أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي )
قصيدة \ إلىَ طبيبةٍ مغرورة ْ \
من قصائد الشاعر \ جمال الشرقاوي \

[1]
قصتـُـنا يا طبيبتي

خـُرَافيَّـة ْ 
بدَأتْ و لم تنتهي 
كالسِكَكِ الحديديَّـة ْ

[2]
طبيبتي المغرورة ْ 

لا مُبَـاليَّـة ْ 
تــُـمَـارسُ عشقـَـهَـا 
بالأساليبِ الطفوليَّـة ْ 
لا تعرفَ أنَّ حبَّ الخمسينْ 
أمواجاً عَاتـيَّـة ْ 
قويَّاً 
عنيفاً 
لاذعَاً 
يحرقُ كالنارِ الأبديَّـة ْ

[3]
طبيبتي المغرورةْ 

طبيبة ْ 
لكنـَّـهَـا لا تعرفَ الخمسينْ 
لا تعرفَ 
هَدَّةَ الجسدِ من صواعقِ السنينْ
لا تعرفَ 
قسوةَ الأيامِ للرجلِ الوحيدْ 
لا تعرفَ أشواقِ الخمسينْ 
لقلبٍ فـَـتِـي ٍ لا يستكينْ

[4]
تقابلـْـنـَا 

و الناسُ حولُـنـَـا كأنهمْ نائمونْ 
فالعيونُ كلُّـهَـا لا ترانا 
كأنَّ عشقـُـنـَـا خـَـدَّرَ العُيونْ

[5]
لمْ نفترقْ

لم نتفقْ 
فنحنُ في محاولةِ الوصولْ 
كلانا يبحثُ عنِ الآخرِ 
في زحمةِ الحياهْ 
ليُقـدِمَ الطاعة َ و المِثولْ 
كلانا ينتظرُ الآخرَ 
ليبدأ رحلة َ الحبِّ الحَمِـيـميِّ 
و الشوق ِ و الدخولْ 
فأنا يا ـــــ قطرُ الندىَ ـــــ 
ليسَ لِعشقي انتهاءْ 
و لا لأشواقي أفولْ 
أنا يا طبيبتي الصغيرةْ 
طريقاً طويلْ 
يُحِبُـهُ الناسُ كالغدِ المَأمُولْ

[6]
نحنُ في رياح ِ الشوق ِ مفقودينْ 

كلٌّ مِنـَّـا في بَرْزَخ ٍ 
عيونُ الآخرُ لا تراهْ 
نـَمُـدُّ لبعضِنا يدانا 
فيفصِلُ بيننا العمرُ الضَنِينْ 
و كلٌّ مِنـَّـا للآخرِ مُنـَـاهْ 
يقتــُـلـُـنـَا الحياءُ أحياناً 
مَنْ مِنـَّـا 
يبدأ بتقبيل ِ الشفاهْ ؟! 
مَنْ مِنـَّـا 
يَشُدُ يَدَ الآخرَ 
كطوقِ نجاهْ ؟! 
مَنْ مِنـَّـا يبدأ ُ ؟!
أنتِ تقولينَ هو الرجلْ 
و أنا أتمتمُ هىَ الفتاهْ 
الحقُ أقولُ يا طبيبتي المغرورة ْ 
نحنُ معاً طريقاً واحداً 
فكراً واحداً 
حبُنـا
وجودُنا معاً هو المفتاحْ 
لا حلَ آخرَ سواهْ

[7]
ـــــ ندَىَ ـــــ يا فرسي الجميلة ْ 

مغرورة ٌ و تــُـكَـابري 
عينُـكِ تشتكي لأختِـها 
إلىَ متىَ تصبري ؟!
نهدُكِ يصرُخ ُ لِتوأمِهِ 
تـَـجَرَّأي علىَ ـــــ أسدِ الشعر ِ ـــــ و اعبُرِي 
فقوَامُكِ المَمْشوقُ يا أنتي 
يطحنُ بعضهُ بعضاً فينكسرُ 
أفلا تجبُري ؟!

[8]
إني اكتشفتــُـكِ من جديدْ 

و رسمتُ روعتـَكِ بأشعاري 
رغمَ أني في حُسْـنـُـكِ تائه ٌ شريدْ 
و مَلـَـكْـتُ قلبَـكِ الأخضرَ و وجْـنـَـتِـكْ 
و كيانُـكِ معي سعيدٌ سعيدْ

[9]
قدَّمتُ كلُّ ما عندي 

عمري و أحضاني و شوقي و أشعاري
قـَـبَّـلـْتُ يَدَكْ و الشفتينِ و الخدينْ 
و اعتقلتُ نـَـهْـدَكِ بعمق ِ بحاري 
تكلمتُ كثيراً 
قلتُ كثيراً 
نصحتُ كثيراً 
حَذرتُ كثيراً 
فعلتُ كلَّ شيءٍ لا يُـقـَـالْ 
فاستسلمتي خلفَ قـُـضْـبَـاني و أسواري

[10]
بدأتُ أشعرُ بالتقصيرِ في حقِ نفسي 

كما بدأتُ أشعُرُ بالصَغـَـارْ 
بدأتُ يا مغرورتي الجميلة ْ 
أحسُ بالحماقة ْ 
كأني بلا روح ٍ مثلَ الجَدَارْ 
و بأنَّ الطفلة ُ التي ربَـيـتـُـهَـا بأفكاري 
زوجتي ليلاً 
ثم تطيرُ مع النهارْ 
بدأتُ أشعُرُ في قرارة ِ نفسي 
أني اعتيادْ 
و أنَّ قــُـبْـلـَـتِـي
ستأخذنا معاً إلىَ الدمارْ 
فلا أنتِ تستطيعينَ البُعَادْ 
و لا أنا يا صديقتي المغرورة ْ 
ما عادَ لي قدرة ٌ علىَ الفِرَارْ 
ماذا دهاني ؟!
ماذا دهاكي ؟!
كلَّ يومٍ نـُـمَـارسُ العلاقة ُ الحَمِـيـميَّـة ْ 
و قد صرنا معاً جزار ٍ و جزارْ 
كلَّ يومٍ يا صديقتي الصغيرة ْ 
نسكُبُ علىَ أنفسِنا الأشواقْ 
ثم نـُـشعلُ في أجسادِنا النارْ 
أصبحنا نرقصُ فوق اللهيبْ 
كأنما حياتـُـنا هىَ الأبدُ و القرارْ 
ماذا دَهَانا يا حبيبتي ؟!
لم ندركْ أنَّ أيامنـَـا قطارْ

القاهرة \ أغسطس \ الإثنين 15 \ 8 \ 2016 م الساعة 5 بعد العصر \ جمال الشرقاوي \ كاتب و شاعر \


ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام