أقصوصة ..
.... الوهم ....
. الجزء الأول
بجوار أطلال قمينة لحرق الطوب الأحمر المصنع من طين الأرض الزراعية المجرفة .. يجلس حامد .. ممددا ساقاه , مستندا بظهره على بقايا حائط , غطته غبارات سوداء , تملأ المكان ، وعلى الأرض بقايا لفروع أشجار منثورة هنا وهناك ، وكأنه يجلس على أنقاض حلم ، مرتكنا برأسه على الحائط .. مغمضا عيناه .. هائما في ذكرى قريبة .. أوقفته عن العمل .. وسلبته أحلامه .. لا يستره سوى أسمال ممزقة , تظهر أجزاء جسده الملفوف ، وعضلاته المفتولة ، وقوامه الرشيق ، وسمرة لفحة شمس حارقة ، صبغت جلده ، أثناء ساعات عمل طويلة لعمل شاق سابقة .. توقفت تماما .. وأصبح وكأنه في فترة راحة اجبارية .. يريح جسده .. وساقاه ممددتان على الأرض , يرفع إحداهما أو كلاهما بالثني من ركبتيه .. ولا ينتبه لكشف أجزاء من جسده تحت أسماله الممزقة ، ولا يعيرها اهتماما ..
وردة .. في بداية الثلاثينات من عمرها .. وحيدة والديها .. تعول أباها الضرير ، والذي بلغ من العمر أرذله .. وأمها وقد تكالبت عليها الأمراض العديدة .. حتى امتنعت عن الذهاب للعلاج بالوحدة الصحية بالقرية المجاورة .. لصعوبة الإنتقال اليها سيرا على الأقدام .. فتحملت آلامها ، واكتفت بالعلاج بالوصفات البلدية ، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ..
كاد الأمل يقترب من تحقيقه بتجريف تربة أرضهم أو أجزاء منها ، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فاكتشف الأمر ، وتم هدم القمينة ، وتغريم من قام بتجريف أرضه ..
كانت وردة تسير على أطراف وجنبات أرضها المنزرعة بالبرسيم , وقد راودتها أفكارها أثناء المسير ، ولم تفق إلا على رؤيتها لهذا الشاب وبهذا المنظر الذي أثار فيها النشوة والرغبة .. والإنبهار .. !!
لم تعرف وردة كم من الوقت مضى عليها وهي تنظر إليه وهو مغمض العينين , سارحا في بحور أفكاره , تاركا كل شئ من أعضاء جسده العاري ، لعابري السبيل ، ينهلون ، ويشبعون عيونهم منها .. فأفاقت فجأة على نفسها , تلفتت يمنة ويسرة , خوفا من أن يكون قد رآها أحد ، وأسرعت الخطى وسط المزارع ، هربا من أفكارها ، لتعود إلى منزلها وتختفي ، دون أن تلقي السلام على والديها ، وقد انطبعت الصورة بعينيها ، وأصبحت لا ترى سوى هذا المنظر الذي أبهرها ، وأشعل فيها الشجون والرغبة ، التي اعتقدت بأنها قد ماتت فيها وبلا رجعة .. !!
_ وردة .. يا وردة ..
_ نعم يابا ..
_ إنتي جيتي يا بنتي .. تعالي قوليلي عملتي إيه ..
_ معملتش حاجة !! .. عايزة أريح شوية ..
_ مالك يا بنتي .. شغلتيني ..
_ مافيش حاجة يابا ..
استلقت على سريرها الحديدي ، وتركت العنان لأفكارها تتوارد عليها ، وهي مغمضة العينين ..
أكان حظها العاثر أن تتحطم أحلام أبيها بتجريف جزء من الأرض لحاجتهم الشديدة إلى المال ، لكي يقوموا بشراء بقرة بديلة للتي فقدوها موتا .. ولم يستطيعوا علاجها .. فوجود بقرة بالبيت أصبح شيئا ضروريا لتوفير ألبانها .. وإشراكها في أعمال الأرض من حرث وخلافه .. ما العمل الآن إذا ؟! .. فهي لن تستطيع وحدها القيام بهذه الأعمال الشاقة .. لعله خير !!
أخذها النعاس ليصحبها في بساتين أحلامها آمالها الوردية ..
. (وهناك بقية .. لو كان في العمر بقية .. )
وردة .. في بداية الثلاثينات من عمرها .. وحيدة والديها .. تعول أباها الضرير ، والذي بلغ من العمر أرذله .. وأمها وقد تكالبت عليها الأمراض العديدة .. حتى امتنعت عن الذهاب للعلاج بالوحدة الصحية بالقرية المجاورة .. لصعوبة الإنتقال اليها سيرا على الأقدام .. فتحملت آلامها ، واكتفت بالعلاج بالوصفات البلدية ، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ..
كاد الأمل يقترب من تحقيقه بتجريف تربة أرضهم أو أجزاء منها ، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فاكتشف الأمر ، وتم هدم القمينة ، وتغريم من قام بتجريف أرضه ..
كانت وردة تسير على أطراف وجنبات أرضها المنزرعة بالبرسيم , وقد راودتها أفكارها أثناء المسير ، ولم تفق إلا على رؤيتها لهذا الشاب وبهذا المنظر الذي أثار فيها النشوة والرغبة .. والإنبهار .. !!
لم تعرف وردة كم من الوقت مضى عليها وهي تنظر إليه وهو مغمض العينين , سارحا في بحور أفكاره , تاركا كل شئ من أعضاء جسده العاري ، لعابري السبيل ، ينهلون ، ويشبعون عيونهم منها .. فأفاقت فجأة على نفسها , تلفتت يمنة ويسرة , خوفا من أن يكون قد رآها أحد ، وأسرعت الخطى وسط المزارع ، هربا من أفكارها ، لتعود إلى منزلها وتختفي ، دون أن تلقي السلام على والديها ، وقد انطبعت الصورة بعينيها ، وأصبحت لا ترى سوى هذا المنظر الذي أبهرها ، وأشعل فيها الشجون والرغبة ، التي اعتقدت بأنها قد ماتت فيها وبلا رجعة .. !!
_ وردة .. يا وردة ..
_ نعم يابا ..
_ إنتي جيتي يا بنتي .. تعالي قوليلي عملتي إيه ..
_ معملتش حاجة !! .. عايزة أريح شوية ..
_ مالك يا بنتي .. شغلتيني ..
_ مافيش حاجة يابا ..
استلقت على سريرها الحديدي ، وتركت العنان لأفكارها تتوارد عليها ، وهي مغمضة العينين ..
أكان حظها العاثر أن تتحطم أحلام أبيها بتجريف جزء من الأرض لحاجتهم الشديدة إلى المال ، لكي يقوموا بشراء بقرة بديلة للتي فقدوها موتا .. ولم يستطيعوا علاجها .. فوجود بقرة بالبيت أصبح شيئا ضروريا لتوفير ألبانها .. وإشراكها في أعمال الأرض من حرث وخلافه .. ما العمل الآن إذا ؟! .. فهي لن تستطيع وحدها القيام بهذه الأعمال الشاقة .. لعله خير !!
أخذها النعاس ليصحبها في بساتين أحلامها آمالها الوردية ..
. (وهناك بقية .. لو كان في العمر بقية .. )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق