الخميس، 1 سبتمبر 2016

لن اظل مقيدا بقلم الشاعر احمد سعيد

منذ فترة من الزمن حدثت هذه القصة والتي اهتز لها المجتمع المصري آن ذاك ؛ ذلك ان إحدى الأمّهات والتي تجردت من مشاعر الأمومة تماماً اتفقت مع عشيقها على التخلص من نجلها وفلذة كبدهاحتى يتسنّى لها قضاء اوقاتاً ممتعة مع عشيقها دون وجود مايكدر صفوها الوهمي..ولقد تأثرت وقتها تأثراً شديداً وتعاطفت مع الإبن تعاطفاً جعلني أعيش إحساسه فصغت على لسانه هذه الأبيات..

"لن أظل مقيدا"
أمّاهُ ماذا ترغبين
عن أي شئٍ تسألين
هذي يدي قدأسرعت
تلقي عذابي بالجبين
يدُ الجوى مشلولةٌ
مغلولةٌ يدُ الأنين
أمّاهُ ماذا ترغبين
طفولتي تهفو لكِ
والعمرُ قدنادى بكِ
تكلَّمي..لا تصمتي
قولي:هذاالفتى جحود
فلتطردي ذاكَ المهين
أمّاهُ بالأمسِ القريب
كنتِ السما لغايتي
جسرَ الحما لغربتي
صدرَ الحبيبِ للحبيب
ثغرَ السّحابِ للعليل
عينَ الطريقِ للضرير
طفولتي؛ هل تذكرين
ذكرى تطوفُ باللسان
أصغي فأغفو بالحنان
تهدهديني إن بكيت
تعانقيني إن شكوت
أدنو بقلبي تائهــاً
في بحرصمتي تسبحين
أدنو بنفسي حائراً
عن سرِّ ذاتي تفهمين
ذاكَ الّذي أخفيتهُ
من فيضِ حبّكِ تسكبين
يمضي رحيق فرحتي
يروي زهورَ جنّـتي
أمّاهُ ..هيّا اذكري
خمائلَ الكوخِ الصغير
صوتَ السواقي والغدير
يوم انطلقنا للربـى
جدائلَ الغصنِ النّضير
لمـا هجرنا كو خـنا؟
لازلتُ أرجوهُ أنـا
قد كان يُخفي همسنا
والطّيرُ تشدو حولنا
ضحكاً يُلاقي ضحكنا
سرّاً يُحاكي سرَّنـا
أبي وصرحٌ كالسّحاب
أنا وسالي والمُنـى
عندالمروجِ السَّاجيات
الخضرِ..نلهو كلُّنــا
تنضو لنـا أرواحنا
حزناًرخيصاً باهتاً
نسلو ونمحو ما بنا
عند المسا كم نلتقي
نطهو طعامَ يومنا
نحيا بسحرٍ من كلام
نأنس بدفءٍ من وئام
سالي تُحاكيها مُنى
أبي بعيدٌ في الفضاء
يشكو تصاريفَ الضّنى
يشكو عبوساً للشّتاء
في ذات يومٍ بالمساء
قد جاء مقهوراً حزين
أمّاهُ جئتِ تهرعيـن
تبكين فينا تصرخين
هيّا اخبروني عن طبيب
شبَّ سعيرٌ من أسى
في ناظريكِ والنّحيب
كم قمتُ في صدرِالمغيب
كالشّوقِ يغزوه الوجيب
أحيي سؤالاً في شرود
هل اختفى عنــّا أبي؟
قلتِ بدمعٍ  كالرّدي
قد غابَ عنــّا يافتى
قد ذابَ في عينِ الحياة
قد ضاعَ في ليلٌ طويل
هل جبتَ عمقاً بالسّحاب 
نورٌ يُوارى بالأصيـل
فتّش هناك يا فتـى
قوموا صغاري للرّحيل
غابت ظلالُ كوخنــا
حين التفتُ للـوراء
سألتُ أين عهدُنــا
قلتِ:هنالك بالضياء
قد ضاع حُلمي من يدي
قد ذقتُ بعد الموعدِ
ليلاً..رحلنـا غرباء
أمّاهُ! تلك قصتي
تلك خيوط رحلتي
عن جنّةِ الأمسِ البعيد
اليوم صرتُ كالشّريد
يضمني جرحٍ عنيد
ما عاد يرويني الحنان
لا لم أعد فيكِ الوليد
أمّاهُ ضاعت لهفتك
طلَّت خفايا قسوتك
كفُ الجوى في إخوتي
يغدو فيكوي مهجتي
جئنا السّرابَ في الدُّجى
يلفنـا صمتٌ حزيــن
صمتٌ يدورُ كالذّبيح
صمتٌ تُخالطه الظنون
في لحظةِ الضّعفِ السجين
نادى الشّبابُ ثائــراً
بالجوعِ يعدو لاهثــاً
ذئبٌ أتـاكِ ناعمـاً
كالحيّةِ الرقطاءِ دار
ذقتِ سمومَ كلامهِ
شهداً..شهيّا..طيّبا
أغواكِ كأسُ عشقهِ
تهتِ فعدتِ للصّبا
أغراكِ همسُ مكرهِ
أمّاهُ! قلبي مُتــعبا
واليأسُ يمضي قائدا
بعتِ الصّغارَ بالهوى
من أجلِ ذلَّ عهــدهِ
رحماكِ إنّي أكــرهه
وأمقتُ حتّى ظلّــهُ
من أجلِ ذي ذقتِ يدا
إنّي أواري بالضلوع
طفلاً..أبيـاً..سيّــدا
كرامتي تأبى الخضوع
لا لن أظلَّ مُقــيّدا
شعر..أحمد سعيد

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام