بِرُوحِي إلى تلكَ الدَّارِ أَميلُ
أُقَبِّلُ جُدْراناً تَكادُ تَمِيلُ
خَلَتْ مِنْ زُهُورِ الأُنْسِ حَتَّى تَوَحَّشَتْ
و أَمْستْ يَبَاباً بِالرِّياحِ تَجُولُ
أُسَائِلُها عَمَّا جَرَى إِذْ تَرَكْتُها
فَيَنْطِقُ عَنْهَا الصَّمْتُ ماذا تَقُولُ
كأنِّي غَرِيبٌ في المضَارِبِ عَابِرٌ
بِأَطْلالِ قَومٍ ما إِلَيهِمْ سَبِيلُ
تَكادُ صُدوعُ الصَّخْرِ تَنْزِفُ دَمْعَها
و يَصْدُرُ عَنْهَا في الشُّقُوقِ عَوِيلُ
تَحِنّ حَنِينَ النُّوقِ تَبْكِي فَصِيلَهَا
و قد ذَبَحُوهُ و الدِّمَاءُ تَسِيلُ
حِكَايَةُ أَيَّامٍ و قِصَّةُ عَاشِقٍ
تُكَرِّرُهَا الأَقْدارُ حِينَ تَحُولُ
و تَغْفُلُ عَنْ ظُلْمِ الدِّيارِ و أَهْلِها
و تَتْرُكُ جُرْحاً نَازِفاً لا يَزُولُ
و تَكْتُمُ أَخْبَارَ المُغَيَّبِ نُورُهُ
و كَيْفَ اخْتَفَى في النَّهارِ الخَلِيلُ
و كَيْفَ سَبَاه الفاسدون َ و هَلَّلُوا
لِنَصْرٍ بِأَطْواقِ النَّساءِ مَحِيلُ
و كَانَ هُوَ القُرْبَانَ حِينَ تَعَثَّرَتْ
بِأَضْعَفِ خَلْقِ اللهِ تِلْكَ الخُيُولُ
فرحان متو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق