حدوتة الجدة { قصة قصيرة }
-----------
جلست الطفلة علي حجر جدتها .. أخذت تتدلل عليها وتنظر إلي وجهها .. ثم سألتها :
- حدثيني عن جدي .. إنني لم أره أبدا .. فأين هو ؟
-----------
جلست الطفلة علي حجر جدتها .. أخذت تتدلل عليها وتنظر إلي وجهها .. ثم سألتها :
- حدثيني عن جدي .. إنني لم أره أبدا .. فأين هو ؟
شردت الجدة بذاكرتها .. واغرورقت عيناها .. وردت علي حفيدتها بتأثر بالغ وهي تمسح علي شعرها :
- منذ زمن طويل لم يسألني عنه أحد .. رغم أنه لا يفارق ذاكرتي أبدا ..
- منذ زمن طويل لم يسألني عنه أحد .. رغم أنه لا يفارق ذاكرتي أبدا ..
فلما رأت الطفلة دموعها .. أدركت أن سؤالها كان سببا لذلك .. فمدت يدها الصغيرة الغضة ومسحت دموع جدتها .. وقبلت خدها .. ثم أردفت :
- قولي لي حدوتة ..
- قولي لي حدوتة ..
بدأت الجدة تحكي :
- صلي علي رسول الله ..
- عليه الصلاة والسلام ..
- صلي علي رسول الله ..
- عليه الصلاة والسلام ..
في يوم من الأيام كان هناك رجلا يعمل " مراكبيا " يصلح أي خلل بالمراكب وكان يركب قاربه وينطلق في البحر بحثا عن رزقه .. وكان رجلا صالحا .. يشع من وجهه النور .. وفي نبرة صوته كل الحنان والطيبة .. وقد تعود عند عودته من كل رحلة بحرية أن يذهب ليصلي بالمسجد الكبير بجوار بيته الصغير .. وكانت أفراد الأسرة تستقبله بالشوق والحب الكبير ..
ذهب في رحلة بحرية .. وبينما هو في وسط البحر .. تسلل عليه الليل .. وانقلب الجو فجأة .. وأخذ البرق يضيء .. والرعد يدوِّي .. ثم هاجت العواصف والأمواج .. وأخذت المركب تعلو وتهبط .. وتتقاذفها الريح يمينا ويسارا .. وبينما هو علي هذه الحال .. أخد ينادي :
- أغيثوني .. النجدة .. يا أهل المعروف :: ضاعت البوصلة .. لم أعد أعرف مكاني ..
- أغيثوني .. النجدة .. يا أهل المعروف :: ضاعت البوصلة .. لم أعد أعرف مكاني ..
لكن أحدا لم يرد عليه سوي صدي صوته .. وصفير العواصف .. وهدير الأمواج .. فتشبث بالدفة .. وأخذ يناجي ربه .. وقد خارت قواه :
- يارحمن .. يارحيم .. يامنجي من المهالك .. ألا نهاية لهذا الليل الطويل .. ألا نهاية لهذا العذاب .. وتذكر دعاء سيدنا يونس فدعا به [لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ] .
ورغم مرور سنوات طويلة .. لم يعد ذلك المراكبي إلي بلده حتي اليوم .. ولازال عند أهله الأمل أن يعود يوما ما .. ويذهب ليصلي بالمسجد الكبير بجوار بيته الصغير ...
وراحت الطفلة في سبات عميق .. وطفرت دمعة علي خد الجدة ..
وراحت الطفلة في سبات عميق .. وطفرت دمعة علي خد الجدة ..
سامية سليمان



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق