الخميس، 8 مارس 2018

قطعة السجاد الضائعةFatma Yaakob


ايقظتنى في منتصف الليل ، قشعريرة باردة تجتاح جسدى جعلتنى انكمش علي نفسى ....التصقت ركبتاى بصدرى ......احكمت الغطاء حولى ... بدأ الطقس يزداد برودة ... سمعت صوت رخات المطر تضرب زجاج النافذة ...ظل المطر ينهمربشدة مدة طويلة ... نفضت الغطاء عني هاتفه وانا انهض مسرعةاغادر الفراش الدافىء... الاولاد ... لابد ان يكونوا بردانين ، ، اختطفت الروب الملقى علي الاريكة ووضعته على كتفى .... خرجت الي الصالة ... ياه البرد شديد هنا ... اسرعت الي حجرة الاولاد ... عدلت من وضع راس اصغرهم ...اعتاد ازحت الغطاء عن جسده .... يضطرنى المرور عليهم اكثر من مرة في الليلة لاحكم الغطاء عليه... الليلة شديدة البرود...ابتسمت وانا اتذكر مقولة جدتى رحمها الله ( شهر طوبة يجعل الصبية كركوبه) و زيادة في الحيطة ادخلت اطراف الغطاء تحت حاشية اسرتهما ... هكذا افضل حتى لا يكون في امكان اصغرهما ازاحة الغطاء .... يمكننى الان ان انام باقي الليل مرتاحة ...اغلقت باب الحجرة لامنع تسرب البرد اليها .
فى الصباح حرصت ان يتناول الصغيران افطارهما قبل الذهاب الي المدرسة ، (الافطار يساعد على الدفء واستيعاب الدروس ) ، هكذا كانت امى تقول ....خرجنا من الشقة ... لم اجد قطعة السجاد القديمة التى وضعتها بالامس امام الباب !! للمرة الثانية تختفي تلك القطعة.....كنت حريصة علي وضعها فى مدخل الشقة لينظف الجميع احذيتهم عليها قبل الدخول الى الشقة في الايام الممطرة..... منذ يومين ضاعت القطعة الاولى واليوم هاهى القطعة الثانية اختفت ايضا .... تفحصت المكان حولى ... ليس لها اثر ...وعلى باب العمارة سألت حارس البناية عن قطعتى السجاد المفقودتين ... اكد عدم رؤيتهما.... ربما يكون احد الصغار اخذها ليلعب بها .. هكذا برر اختفاءهما....قلت بدون اقتناع : ربما 0
وعند عودتى انا والصغيران بعد الظهر... خلال صعودنا الي الشقة... تسابقا الصغيران كعادتهما على السلالم ... يدخلان من السلم الرئيسى الي السلم الخلفى للبناية ...كانا يتصايحان في فرح ، تجلجل ضحكاتهما مع لهاثهما.... يدخلان من طابق ليخرجا من الطابق الذي يليه..... وصلت الي باب الشقة هممت بوضع المفتاح فى قفل الباب ...وصل احد الصغيران ووقف بجانبي ...اما الاخر لم يصل بعد .... ناديت عليه .... جاء صوته مرتعشا ...ماما ماما تعالي ....ارتجف قلبي خوفا عليه.... ماذا الم بك ؟ ، هكذا هتفت وانا اسرع الى كان على السلم الخلفي ...وهناك وجدته ..... يقف وهو يشير الي شيء ما علي درج السلم .... كانت هناك ... اقتربت مما يشير اليه ......وجدتهما .....قطعتي السجاد المفقودتان... وعليها ترقد احدى القطط .....وفى احضانها خمس قطيطات صغيرة حديثة الولادة ... كانت القطة الام تنظر الى الصغير بتنمر وتوجس ... قال الصغير : هاهى قطع السجاد الفقودة يا امى ....هاهى ...انها تحت القطط انظري... هم ان يقترب من القطة ليسحب السجاد من تحتها ... زمجرت القطة بقوة وهي تتحفز للقفز عليه ... سحبت الصغير بسرعة من امامها قبل ان تصل اليه يدها ذات الاظافر المشرعة في حدة .....احتضنته بشده وانا اسير به ناحية شقتى هاتفه :لا... لا يا حبيبى ساتركها لهم ... الدنيا برد .


ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام