الاثنين، 5 مارس 2018

عزت عبد العزيز حجازي

كان الطريق طويلاً ومتعرجاً؛ به أرتال من ركام البيوت المهدمة؛ وجبال من القمامة نتنة الرائحة؛ فأدوس على كل شئ مُرغمة؛ وأنا أسير مع أهلى في استعجال؛ خوفاً بالطبع من قصف يقتلنا؛ وأثناء سيرنا شاهدنا عربة عم ربيع المسيحي القاطن بحينا وهى شبه محترقة. أما هو. فكان ميتاً بداخلها؛ هو وزوجته وابنتيه رولا ولميس. كان المشهد مرعباً حقاً وسط جموع الناس؛ مشهد ألجم لساني وحجر الدمعة بعيني؛ فلم أنطق بشئ؛ حتى أني وضعت يدي على عيني. ولكني بكيت بعدها كثيراً؛ فهدأتني أمي؛ رابته كتفي وهاتفة (رولا ولميس في الجنه يا حبيبتي؛ بيلعبوا وسط الزهور مع الملايكه؛ وبياكلوا شكولا وبمبون وجمبلاس). فهدأت قليلاً؛ ولكني صرخت في وجه أمي (اليهود كلاب؛ قتلوا رفقاتي). فبكت أمي.
(من أجواء روايتي القادمة حافية القدمين)

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام