الجمعة، 9 مارس 2018

كاظم جمعة/البصرة


بجلبابها الرث تجلس القرفصاء على قارعة الطريق كل يوم يغطي وجهها برقع يخفي ملامحه ويخبأ تجاعيد تركت اثارها عليه مثلما يترك النهر اثاره في الرمال. تمد يدها للمارة علها تحصل ما تسد به
الرمق .
لم تبق الحرب من ابناءها احدا يمكن ان تستند عليه اذا
ما قست ظروف الحياة . انطفأت احدى عينيها ولم يبق
لها سوى بقايا عين ترى فيها
بالكاد .قدر لها ان تعيش بقية
عمرها في خربة لوحدها .
في المساء تعود ادراجها لتريح جسدها الذاوي الذي هده التعب .تنام مبكرا حيث
لا احد يؤنس وحدتها .
يطلق عليها الجيران اسم طبيبة الحي لأنها تفهم في
الطب الشعبي وعليه فهم
يرسلوا وراءها اذا ما مرض
طفلهم حيث توصي ان يعمل
له دواء فيشفى الطفل في
الحال .وكم يضيق الناس ذرعا
اذا مرض طفلهم ولم تك موجودة في البيت يضطرون
وقتها للبحث عن بديل رغم
ان البحث عن البديل ليس
بالأمر الهين لاسيما في الساعات المتأخرة من الليل .
يحبها الجيران ويعطفوا عليها
ويقدموا لها الطعام والشراب
كرد جميل لهذه المرأة المسكينة التي قست عليها
الظروف وتركتها تعاني شظف
العيش والمستقبل المجهول
الذي ينتظرها اذا ما انطفأت
عينها الاخرى تفاصيل كثيرة
تكون حاضرة اذا وضعت
رأسها على الوسادة ليلا .

كاظم جمعة/البصرة

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام