الطيب صالح أديب سوداني فهو أحد أشهر الأدباء العرب . ولد
عام (1348ه 1929م) بقرية كرمكول بالقرب من قرية دبة الفقراء في منطقة مروي
بالولاية الشمالية وينتسب لقبيلة الركابية ، عاش مطلع حياته (مرحلة الطفولة) في
منطقة كرمكول وانتقل في شبابه إلى العاصمة الخرطوم لإكمال دراسته ، حصل على درجة
البكالوريوس في العلوم . سافر إلى بريطانيا لمواصلة دراساته العليا ، حيث قام
بتغيير تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية .
تنقل الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية ، عمل الطيب صالح
لسنوات طويلة من حياته في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية ، وترقى فيها حتى
وصل إلى منصب مدير قاسم الدراما ، وبعد استقالته من البي بي سي عاد إلى السودان
وعمل لفترة في الإذاعة السودانية ، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة الإعلام
القطرية وكيلاً ومشرفاً على أجهزة الإعلام . عمل بعد ذلك مديراً إقليمياً لمنظمة
(اليونيسكو) في باريس ، وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي أيضاً ، ويمكن
القول أن حالة الترحال والتنقل بين بلدان العالم التي عاشها أديبنا الراحل أكسبته
خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم وفضلاً عن ذلك أحوال شعبه وبلاده وقضاياها وهو
ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية وخاصة روايته التي نحن بصددها اليوم (موسم
الهجرة إلى الشمال) والتي تم نشرها في أواخر الستينات من القرن الماضي في بيروت
وتعتبر من بين أفضل مائة رواية في العالم للقرن العشرين واعتبرت أفضل رواية عربية
في القرن العشرين وذلك بالأكاديمية العربية في دمشق ، وحصلت على العديد من الجوائز
العالمية حيث تم تتويجه بلقب (عبقري الأدب العربي) في العام 2001م .
حيث أنه قام بكتابة العديد من الروايات والقراءات المختلفة
والتي ترجمت إلى ما يفوق الثلاثون لغة حول العالم فمنها (موسم الهجرة إلى الشمال)
، (مريود) ، (عرس الزين) ، (ضو البيت) ، (دومة ود حامد) ، (المنسي) .
قام الأديب الراحل بإصدار عدة روايات وعدة مجموعات قصصية
قصيرة . حيث كان له عاموداً أسبوعياً في صحيفة بريطانية تصدر باللغة العربية بإسم
(المجلة) .
إن الطيب صالح كان يستحق جائزة نوبل للآداب التي فاز بها
أديبنا المبدع الأستاذ نجيب محفوظ ، فكلاهما فارس هذا الفن، ولكن الطيب صالح لم
يعبر عن الرواية السودانية فقط ، كما فعل الأستاذ نجيب محفوظ في إبداعه في مجال
القصة والرواية المصرية ، ولكنه نقل صوراً عميقة وعبر عنها في لغة أدبية سامية
ومعالجة روائية بديعة أعجب بها جميع القراء سواء في الوطن العربي أو الغرب كما
أعجبوا بكتابات الروائي الكبير نجيب محفوظ ورفاقه . لكن أحداً لا ينكر أن الطيب
صالح كان هو نافذة من هذه النوافذ الواسعة والمضيئة والتي أطل بها أدبنا فيما
بيننا وبين بعضنا وفيما بيننا وبين الغرب .
والروائي الرائع والرجل الذي تعدت بصماته الأدب السوداني
والعربي وأوصلت أصواتنا إلى العالم الغربي والشرقي هو من حملنا قلمه وتخطى بنا
الإطار العربي حتى قرأ له بعض الأدباء في الغرب بعضاً من إنتاجه الأصيل منه رواية
(موسم الهجرة إلى الشمال).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق