الاثنين، 8 يناير 2018

- مذكرات ثائرة - وليد.ع.العايش

- مذكرات ثائرة -
- ٢ - 
يوم دسست الورقة بين طيات دفترك المدرسي ، ارتعدت فرائصي دفعة واحدة ، ارتعشت يداي ، حاولت استعادتها لكن وصول زميل جعلني أتقهقر ، خشيت حينها أن ينعتني بالسارق ، فذهبت الورقة مع نهاية يوم من أيام الأسبوع لم أعد أذكره . 
كان العرق مدرارا على جبيني ، وعيني ، وكأنني خارج للتو من تحت مطر غزير ، بينما الكلمات انحبست خلف القضبان ، لاحظ صديقي بأني لست على مايرام ، أمعن النظر إلى وجهي المتعرق الأحمر ... 
- مابك يا صديقي ... هل يوجعك شيء ما ... 
- لا ... لا ... لاشيء ... أنا بخير . 
- تتعرق كثيرا منذ ساعات ، ماذا أصابك ... ماذا حصل لك . 
لم أقدر على إجابته على أسئلته يومها ، كل ما فعلته بأني على مايرام ولا شيء آخر . 
كانت الأفكار تسافر مع غيوم الخريف ، تلعب بذاكرتي وكأنها دمية صنعت من قش ، تلهو بي كيفما شاءت ، النوم لم يزرني في تلك الليلة ، أين ذهبت أيها النوم ... 
عندما ولج الطعام ثغري
الصغير ، أبى أن يتابع مسيره ، تركت الطعام ثم انزويت إلى غرفتي الململمة الحواف ، دخلت أمي والخوف يعتري وجهها . 

- لماذا لم تأكل يابني ، مابك ، هل تذهب إلى الطبيب ... 
- لا شيء يا أماه ، أود أن أراجع دروسي وأكتب وظائفي ، أرجوك دعيني لوحدي ... 
قلت ذلك كما المجنون وأنا لا أدري كيف تجرأت على قوله بحضرة سيدة النساء . 
طال الليل كثيرا ، ظننت بأن دهرا كاملا يمر اليوم ، الفجر يتباطأ بالحضور ، ابتسمت الشمس ساخرة ، ارتديت ملابس المدرسة بتثاقل ، وانطلقت إلى المدرسة القابعة خلف رابية بدأت تكتسي بثوبها الأصفر ... أتذكرين ... 
................
وليد.ع.العايش 
٦/١/٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام