الاثنين، 29 مايو 2017

التهجير.. تاريخ يكتبه الإرهاب والعدوان الخارجي كتبت/ انتصارشاهين


على مدار التاريخ المصري الحديث وقعت أحداث أجبرت أهالي بعض المناطق على الرحيل منها، تاركين أموالهم وحياتهم واستقرارهم، وكانت أسباب الهجرة داخلية كهجرة أهل النوبة، التي لجأت إليها الدولة بهدف تنموي، أو خارجية كتعرض مصر للعدوان، كما حدث إبان العدوان الثلاثي، وفي أعقاب نكسة 1967، ثم جاءت هجرة عشرات الأسر من أهل سيناء مؤخرا، لتكشف عن وطأة الإرهاب الذي تتعرض له مصر، كما تكشف عن عجز الدولة وزيف تصريحاتها التي كان آخرهاالتصريح بأن جبل الحلال تحت السيطرة الأمنية.
النوبة
هجرة بلاد النوبة أو أرض الذهب، فصل من فصول الترحيل القسري للمصريين من مكان إقامتهم ومعيشتهم إلى أماكن أخرى، وتمت حادثة التهجير الأولى للنوبيين عام 1902 مع بناء خزان أسوان، لتتبعها رحلة تهجير جديدة عام 1912 عندما ارتفع مخزون السد وأغرق قرى “قورتة والعلاقي والسيالة والمحرقة والمضيق والسبوع ووادي العرب وشاترمة”، لتضطر الدولة إلى التعلية الأولى للخزان، وعندما هل عام 1933 حدثت التعلية الثانية لخزان أسوان والتي صاحبها إغراق 10 قرى هي “المالكي وكروسكو والريقة وأبو حنضل والديوان والدر وتوماس وعافية وقتة وأبريم وجزيرة أبريم” وصاحبها أيضا تهجير السكان من جديد.
وفي خمسينات القرن الماضي، ظهرت فكرة إنشاء السد العالي فكان لابد من تهجير وإجلاء النوبيين القاطنين خلف السد، الذين نقلوا إلى هضبة كوم أمبو، وكان عددهم 47 ألف شخص موزعين على 13 ألف أسرة، مخلفين وراءهم مساحة تتراوح بين 15 ألف فدان، و75 ألف فدان من الأرض الزراعية، بحسب بعض الأقوال.
العدوان الثلاثي
خلال فترة العدوان الثلاثي على مصر تعرضت مدن القناة الثلاثة “بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس” للكثير من الخراب من قبل قوات العدوان، الأمر الذي دفع ما يقرب من مليون شخص من أهالي تلك المدن، خاصة الشيوخ والنساء والأطفال إلى تركها والرحيل إلى القاهرة ومدن الدلتا والصعيد، وكان منهم من انضم إلى أقاربه، وكثيرون لم يكن لهم أقارب ببلاد مهجرهم فكانت المدارس هي مسكنهم، فيما بقي كثير من شباب تلك المدن للدفاع عنها والتصدي للعدوان.
نكسة 1967
مع نكسة عام 1967 عاد سكان مدن القناة للهجرة من جديد، وهي الهجرة الأكبر في تاريخ مصر، وكان التهجير في بادىء الأمر اختياريا، وبحلول عام 1968 قررت القيادة المصرية إجلاء جميع سكان تلك المدن، عدا أعداد قليلة رفضوا التخلي عن مدنهم أطق عليهم “المستبقون” الذين قرروا البقاء مع الجيش لمقاومة العدوان الإسرائيلي.
مسيحيو العريش
آخر فصول مأساة التهجير حاليا تتمثل في هجرة مسيحيي العريش، في سابقة جديدة حيث استهدفت التنظيمات المسلحة في سيناء وعلى رأسها تنظيم داعش، مدينة العريش، وخاصة المسيحيين، واستخدم التظيم طرقا بشعة في قتل المواطنين كان أبرزها إحراق أحدهم، لتكون المحصلة مقتل 7 مسيحين على يد العناصر الإرهابية وكأنها رسالة لهم بالمغادرة، خاصة أنه في هذه المرة يستهدف المسلحون المسيحيين وهم يعلمون أماكن منازلهم ويرسلون لهم رسائل تهديد قبل استهدافهم.
بعض الناجين من هذه الاستهدافات قالوا إن عدد القتلى المعلن ليس حقيقيا وإنما سبقته حوادث أخرى لم تلتفت إليها وسائل الإعلام، وقد بلغ عدد الأسر التي تركت مساكنها طبقا لشهادة الفارين من هناك ما بين الـ100 والـ120 أسرة.

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام