ماضٍ بهمسِ الحاضر
لحِبيَّ أشواقٌ تُؤرقُ مَرقدي
وذكرى لهمساتٍ ولَمستِها يدي
وقفتُ ولم أشعُر بنفسي من الأسى
على ما يُسَلِّيني ويدعو تَجَلُّدي
كأنّ زمانَ الوَصلِ منها مُواصِلٌ
صفاءٌ مِنَ الحُبِّ النَّقيِّ عَنِ الدَّدِ
ذكرتُ لها عدًّا نجومًا بوصفِها
بها يقتدي قلبي الثّميلُ ويهتدي
وفي الحَيِّ آلافٌ مَررنَ بطَرفِها
بدت لي بذكراها جميلَ الزَّبَرجَدِ
أحلَّت عليها من مباهجِ عِطرِها
فأضحى ربيعًا من شذى الحُبِّ يرتدي
اذا ابتسمَت برقُ السِّماءِ شبيهُها
ويُشبهُ خَدَّ الوَردِ خَدٌّ لها نَدي
كأنّ جبينًا من مَلاحةِ حُسنهِ
بهِ قمرٌ بادٍ يروحُ و يغتدي
سَقَت عينَها قَطرُ السَّحابِ بطُهرِهِ
ومِن عَجَبٍ صُبحٌ يُحاطُ بإثمدِ
بَكَتها عيوني مِن دماءٍ شَربتُها
بخَدٍّ جرى فيه الجوى بتَخَدُّدِ
رقيقٌ فلمسُ الكفِّ منها كسُندسٍ
ومن حزنِها صارت خدودي كبُرجُدِ
جميلٌ به صفو الزُلالِ صباحُها
فلما بكاها حالَ صفوي كأربدِ
فؤادي ببُعدِ الحِبِّ عني مفرقٌ
كما افترقت أحلامُ دربٍ معبّدِ
تُنازِعهُ روحُ الحياةِ وإنهُ
لفَرطِ الجوى يهذي بضارٍ كمُلبِدِ
تكبّلَ كفي فالمصابُ مزلزلٌ
وأخرسَ مني في المصيبةِ مِسرَدي
عُكوفًا على أشيائِها متفحِّصًا
شغوفًا بهَمٍّ قاتلٍ ومُجدِّدِ
فأنى اتجهتُ الحزنُ مني ملازمٌ
كأنّا تواعدنا وقد حانَ موعدي
مصطفى محمد كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق