الأحد، 11 مارس 2018

كتب من حلب: يحيى محمد سمونة

حجر الأساس / 13 /
[ أراني أضع حجر الأساس لمنظومة حضارية قوامها إنسان راق في سلوكه و أفعاله ]
هاجمني أحدهم بقوله أنني أقل بكثير من أن أتصدى لمفاهيم من العيار الثقيل كالعلم و المعرفة والحضارة و المدنية و الدولة و غير ذلك.
و كان جوابي أنني لست بعاجز أن أصوغ مفاهيم قريبة من حيث التعبير عما هو متداول في ساحتنا الثقافية اليوم، و كلنا يعلم أن المفاهيم المتداولة وحدها السبب فيما وصل إليه إنسان اليوم من ترد و سقوط [ ربما استثني من هذا السقوط في إنشاء العلاقات الإنسان الياباني - ذلك بحسب ما سمعت عنه - و ما عدا ذلك فعموم الإنسان سقط عند تسطيره لعلاقاته و خلا سلوكه من نزاهة و رقي، و غدا أكثر لؤما بعد أن صار محبا لحياة مهرجانية قوامها الزيف و الخداع ]
سبق لي أن ذكرت لكم - أيها الأحباب - أن الحضارة إنسان فحسب - أي الحضارة لا تتمثل بدولة على الإطلاق، بل هي فعل و عمل و سلوك راق متكامل متوازن حكيم و محكم يصدر عن امرئ عاقل لا يهتم بمظاهر كاذبة خادعة ولا يمارس طقوسا شكلية خلت منها قيم و مثل عليا.
حتى إذا بدأت القيم و المثل العليا تتمثل في أفراد المجتمع الواحد كانت تلك هي بذرة الحضارة فيه
و إنه لا علاقة البتة بين دولة قوية، و سلوك حضاري، فكم من دولة قوية، بل و "ديمقراطية" غير أن أفرادها يمارسون سلوكا منحطا وفق كل المعايير الإنسانية قبل الدينية.
و إذن تقوم الحضارات على أكتاف إنسان حضاري، و إن ما يطلق عليه ضمن أدبياتنا الثقافية وعبر التاريخ اسم الحضارة المصرية و ما بين النهرين و حضارة كذا و كذا .. فتلك ليست ضمن المنظور الصحيح بحضارة، بل هي دول ذات قوة - أي إمبراطوريات -
- و كتب من حلب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام