...الخلود...
كانت جدتها قد فقدت البصر مند ان احتفلت وفاء بعيد ميلادها الاول...
تعلقت الطفلة بجدتها و احبت عالمها المنسوج من حكايات
يتقد بها الخيال و يكبر الحلم و يبصر القلب...
حينما التحقت وفاء بالمدرسة كانت الاسرة تعاني من ضيق ذات اليد فضحت الجدة بجل تحويشة العمر لتشتري لها الوزرة البيضاء والمحفظة الجميلة....
في نهاية كل سنة دراسية كانت الطفلة تحصل على المرتبة الاولى في المدرسة ...وتنتظر ذاك الدرهم الابيض الكبير
من جدتها... وتذهب مسرعة لتضعه في علبة التوفير...
ها هي الان في المرحلة الختامية من التعليم الابتدائي ويكفي ان تحصل على الدرهم الاخير لتشتري دميتها الاولى..
كانت النتائج النهائية معلقة على سبورة تعلو باب المدرسة
وكان اسم وفاء يحتل راس القائمة...
ركضت نحو البيت بفرح طفولي لتحقق حلمها الاول....
كان البيت يعج بالناس... والحزن والالم باد على كل الوجوه ...
لم يتتبه احد للطفلة وهي تبكي بحرقة...لفقدان الجدة والحلم...
في غرفتها الباردة تكومت كعصفورة بلا اجنحة...
في منتصف الليل كانت ما تزال تذرف دموعها
حينما دخلت الام الغرفة تحمل رداء الجدة لتفك
عقدته الصغيرة وتهب طفلتها الدرهم الاخير
في الصباح اشترت وفاء اطارا خشبيا بالدراهم المعدودة
و وضعت فيه صورة جدتها. ...
فازداد البيت البسيط جمالا ...و دفئا..وانسانية...
مصباح عبدالله...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق