الثلاثاء، 24 يناير 2017

...أبناء القهر... ...محمد غادر...


...أبناء القهر...
البرد قارس يفت العظم.وكاد الليل ان يعم
جلس على زاوية متجر ليرتاح . لقد أعياه المسير من شارع إلى شارع يسأل المارة حسنة ولا يجد اذان صاغية.
هل أخطأ حين ترك دار اﻷيتام هربا تحت جنح الظلام؟؟لا...لا ردد في نفسه وهو يسترجع ايامه في الدار.
لا لن يعود ولو مات على الطريق قرار اخذه وسيمضي فيه لن يسمح ﻷحد بعد الآن ان يضربه او ان يغتصبه لقد مرت ايام الدار بصعوبة شديدة وكم تمنى الموت فلم يجده.
سأل نفسه مرات عديدة لماذا تركني اهلي؟؟
وما الذي جنيته ليعاقبوني هذا العقاب فلم يجد لسؤاله إجابة لكن مهما يكن لن يعود.
تأمل اصابعه البارزة من بقايا حذاءه وأبتسم فكل ما يرتديه جزء من كل ولكنه لا يدري لماذا يبتسم.
لعلها نسائم الحرية تسعده رغم انها باردة جدا.
قطعت سلسلة تأملاته سيارة فارهة توقفت امام المتجر.
أخذ يتاملها للحظة ولكن شد إنتباهه عملة ورقية كانت تحت إحدى العجلات.نهض وحاول ان يسحبها بشتى الطرق فلم يستطيع.
هي عملة ورقية صغيرة لكنها تكفي لسد رمقه.أستطاع أن يتحمل البرد ولكن الجوع تحمله أصعب.
خرج صاحب السيارة مسرعا من المتجر يحمل بعض الحاجيات أدار مفتاحه ومضى.
فما كان من الصبي إلا ان تبع السيارة مسرعا ولعل الحظ ابتسم له اخيرا فتوقفت السيارة بعد امتار قليلة.
تفقد مكان الورقة النقدية التي التصقت بالإطار وجدها في مكانها.لكنه هذه المرة إستطاع تحريرها فأبتسم وعاد ادراجه الى المتجر.
سيشتري بعض الخبز وعلبة من السمك المعلب.التي حلم بها كثيرا.
سينام هذه الليلة بمعدة مليئة.وسيحقق إحدى احلامه القليلة
إشترى حاجياته ومضى.
جلس عند احدى ادراج المارة الخاوية إلا منه.
وضع الخبز على رجليه وفتح علبة السمك المعلب الدائرية خرج منها بعض الزيت ولوث يديه فأخذ يمتص أصابعه لكي لا يفقد من محتويات العلبة شيء.أدار العلبة وحاول إخراج ما فيها على رغيف الخبز فلم يخرج إلا الزيت ضربها بيده بعصبية فأنسلت من يده وتدحرجت على درج المارة نزولا وهي تخرج محتوياتها.
راقبها وهي تبتعد حتى استقرت أسفل الدرج.
فهم بأن يلتقط بعض مما بقي منها لكن قطة من قطط الشوارع سبقته إليها.
ولم يدري لماذا جلس يرقبها وهي تلتهم طعامه.
تأكل بنهم وتنظر اليه كأنها تشكره وهو يأكل رغيف خبزه الفارغ ودمعة من عينيه تسيل.
...محمد غادر...

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام