الخميس، 7 يوليو 2016

القرار المرير - الشاعر والكاتب أبو الطاهر علي محمد المهتار

))القرار المرير. ((
الشاعر والكاتب أبو الطاهر علي محمد المهتار
تشتاق نفسك لرؤية ثمار غوصي في بحار الصمت ،تطيلين الإنتظار ، فيخيفك غرقي الطويل ، تحاولين قراﺀة موجات السطح ، وتوشك الملامح الإفصاح عم يدور خلف ظلمات الكتمان ،

أرجوك اطوي حبال نظراتك الحيرى ،فإنها تلتهم هدوﺀي ، 

أعرف أن خلف ظلوعك تلهث آلاف الأسئلة المقلقة.
لقد استهلكنا قدرا كبيرا من طاقاتنا ، في بناﺀ عشنا الجميل ومنزلنا والكوخ الصغير ،على أرضية الأحلام التي أوجدنا فيها القدر ،
نشأنا ، وكبرت آمالنا ، واصبحت تعتمد على قواها ،تحت إشرافنا ، وتحت رعاية السماﺀ ،.
ولكنني أمتشق عصا الإرتحال ، 
فلا شيﺀ هنا يستعطف المكوث ، سوى طيبة السلاحف ، لكنها لا تعينني على درﺀ المخاطر ؛ بل تكتفي بإخفاﺀ رؤوسها تحت أغلفتها المتحجرة ،
النجم يرتقب ما أخطط له ، يستنشق همس بوحي الثمين ، ويتجرع معي مرارة الشهيق ،
تعب يمدني بعصي التأديب ، وهو يرسم من وهجه بوصلة الهداية ، العريقة. الأزلية ،.
مؤمنا بأنه لن يبعث سراج مرة أخرى ليضع تحت قدمه كل بقع السواد ، فعلينا أن نقتفي الأثر الذي خلفه للماضي والحاضر والآتي ، 
فمدينته الفاضلة قبل مدينة إفلاطون الفاضلة ..
إنهضي ، ولا تخافي من قرار إرتحالنا من هنا. أو من مخاطر المجهول ، 
فالذي أحمله مشعل يضيﺀ الدروب ، وفأس يهشم رؤوس الكلاب والوحوش المتفلتة من عقالات . القوانين. الحميدة .
فلقد سئمت الحياة بالقرب من أدغال الحيوانات الناطقة ، والخرساﺀ 
وهنا مللت أصوات الإفتراس الراكضة إلى أسماعنا ومحيطنا. 
يستفزني إفتراسها لبعضها ، تحت شعار البقاﺀ للأقوى.
سئمت أذآن الديكة المتسخة الأرجل ، برياضة اللهو في قاذورات المعيشة ،
سئمت تفلسف البغبغاوات ، وخطب الثعالب ، وإبتسامات الذئاب ، وطيش القرود ، 
سئمت وداعة النعاج ، و براﺀة الدواجن.
سئمت كل قوة تبطش بغير حق ، وكل حي يستكين بغير حق ، 
أنا لا أمتهن الإفتراس ، وذلك ليس ضعف مني 
ولكن لأنني إنسان ، 
حتى وإن كنت أجيد فنون الدفاع ، 
سأفضل الإرتحال ، وسأبحث عن العالم الأرقى ،
سأبحث عمن يشتري المنزل والكوخ الصغير ،
ولكن من سيشتريه إذا علم بأنه لن يحظى بحقوق الجوار
الشاعر والكاتب أبو الطاهر علي محمد المهتار
......

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام