الأربعاء، 25 مايو 2016

محاكمة آدم -- بقلم \ أحمد السحراوى

من أخرج آدم من روضات الجنة؟ 

من أنزله لدروب الأرض.. 
ليصارع فى دنياه.. 
صروف الشهوة والمحنة؟ 
هل هى حواء 
أم الحية؟ 
أم حب الخلد وبغض الموت


من أجبره أن يأكل من ثمر 

حرمه الله؟ 
وصنوف شتى من كل الثمزات 
حلال ملك يداه 
هل هو إبليس وإغوائه.. 
أم جهل النفس وغفلتها..
أم جهل بالخالق جل علاه؟
يهبط آدم من عليائه 
يسكن فى الأرض اليابسة 
يفترش الندم 
ويبكى ما اقترفت يمناه
يتذكر ماضى آيامه 
قد كان بفيض من نعم 
فى جنة ربه 
يتقلب فى رحمته وينال رضاه
لا يعرف جوعاً لا يعرى 
لا يظمأ فيها لا يضحى
الآن تعرى الجسد وبدت سوءته 
الآن الظمأ أحاط به 
ولذع الجوع حشاه
يبحث عن شيئ يستره 
يبحث عن ماء يشربه 
يبحث عن كسر يأكله 
ويكابد شظف خطاياه
يبحث آدم عن حواء 
ويلتقيا من بعد فراق 
ويعرفها من بعد سنين التيه 
وتقاسمه إنشاء حياه
ينجب أبناءاً من حواء 
يتركهم للأرض وللشهوات 
وللأهواء.. 
ويرحل آدم عن دنياه
نحن الأبناء.. ؛
إنا أبناؤك ياآدم.. 
ورثنا الشهوة والغفلة 
ورثنا الطمع 
وحب النفس 
وحب الخلد 
وحب الجاه
لم أذعنت لصوت الغفلة 
ياآدم..؟
وسمعت غرور الشيطان 
وفتحت الباب إلى العصيان 
ونسيت العهد مع الله؟
لو لم تأكل من شجرة خلدك 
ياآدم..
ما كنا نطمع أو نحقد 
ما كنا نغرق فى الشهوات 
ما كان المال ليفتننا 
ما كان المرء ليقتل 
فى الطرقات أخاه
ياآدم.. 
لو لم تخرج من جنة ربك 
ما كنا نعرف.. إلا الحب 
ما ذقنا يوماً.. 
معصية الرب 
ولعشنا دوماً 
أفراح القلب 
فى وطن الرحمة والرضوان
فالجنة وطن لأبينا..
أخرج منها ؛؛
أخرجه ذنب أذنبه
ولسوف نعود إلى الوطن 
إن نحن أكلنا ثمر الإيمان 
وقطعنا أشجار الغفلة والعصيان 
ورجمنا الشيطان.. 
وأطعنا الله
بقلم \ أحمد السحراوى

ليست هناك تعليقات:

مشاركة مميزة

لمحات من أحد طواغيت التاريخ (ستالين) (الإله.. الذي أنكروه) - عزت عبد العزيز حجازي - من كتاب جبروت الطاغية وطغيان الحاشية)

¨   بعد أن أطلقوا عليه في حياته أسماء كثيرة، كادت أن ترفعه إلى مقام الآلهة أو الأنبياء.. فقد قالوا عنه أنه:(أحب شعبه؛ وأنه "ال...

المشاركات الشائعة أخر 7 أيام